تحقيق حول تدخين الاطفال والمراهقين واثاره السلبية من حنان القيسي
عام 21/11/1999 09:44:00 ص
تحقيق حول تدخين الاطفال والمراهقين واثاره السلبية من حنان القيسي الكويت - 21 - 11 (كونا)-- لم تعد مشكلة التدخين التى يطلق عليها حاليا وباء الغد مقتصرة على مجتمع معين بل اصبحت مشكلة عامة تطال الكبار والصغار وتنتشر بشكل مخيف بين اوساط الاطفال والصبية مما يستدعى العمل على انقاذ الاجيال القادمة من براثن هذه العادة وادراك مدى الخطر الجسيم الذي يهدد جيل المستقبل الذي يعتبر عماد الوطن وامل مستقبله .
ومن اخطر الاضرار الناجمة عن ظاهرة التدخين انتشارها بين الشباب الذين هم في سن التعليم لاسيما فى مرحلة المراهقة وهي مرحلة تظهر فيها المشكلات والصراعات النفسية والاجتماعية وغيرها وتبرز من خلالها سمات شخصية للمدخن تتمثل في العصبية والعدوانية والاكتئابية والسيطرة او الهدوء . و لا تتمثل الخطورة هنا في الانعكاسات الصحية بسبب التدخين وانما فى اثار هذه الانعكاسات من النواحي الاجتماعية والنفسية والتربوية وعلاقة التدخين بالسمات الشخصية مثل الميل الى السلوك الاجرامي والقلق والسمات الهستيرية والاكتئابية والوسواسية وعدم التكيف والتوافق مع المجتمع .
وتشير دراسة متخصصة حول /دور التربية في مكافحة التدخين بين طلاب المدارس/ اعدها الامين العام المساعد للمركز العربي للوثائق والمطبوعات الصحية فى جامعة الدول العربية الدكتور يعقوب احمد الشراح قدمت الى الموءتمر الاقليمي الاول لمكافحة التدخين عام 1998 الى ان ظاهرة انتشار التدخين بين طلاب في مدارس التعليم العام في الكويت اخذة في الازدياد والتفاقم وان منطقة العاصمة التعليمية شكلت اعلى نسبة وهي 27 بالمائة.
واوضحت الدراسة ان نسبة من مارس عادة التدخين بلغت 30 بالمائة لدى طلاب المرحلة الثانوية و17 بالمائة للمرحلة المتوسطة في حين بلغ من سبق له التدخين واقلع عنها 19 بالمائة وهناك 12 بالمائة ما زالوا يدخنون . (يتبع) حق كونا210944 جمت نوف 99 لار0008 4 0245 /كوناقلخ21 كويت/اطفال/تدخين-1 الكويت- وافادت الدراسة ان نسبة المدخنين ترتفع لتصل الى 49 بالمائة بين الطلاب الذين يحصلون على مصروف يومي يزيد على دينار (نسبة الذين ما زالوا يدخنون حتى الان بين هذه الفئة 23 بالمائة) وان اعلى نسبة مدخنين تركزت حول من تتراوح اعمارهم مابين 15 و 16 سنة .
وبينت الدارسة ان هذه الظاهرة تعتبر مشكلة خطيرة يجب الاسراع في وضع خطط جادة لمعالجتها موضحة انه مادام التدخين يبدأ غالبا مع الانسان خلال سن المراهقة فان التركيز على مواجهته لابد ان يبدأ مع المجتمع الطلابي لكون المدرسة اداة اجتماعية موءثرة تستخدم لغرس العادات الصحية والقيم الاجتماعية الملائمة ولابد من استثمار هذه الاداة بكل الوسائل لتلافي المشكلات المرتبطة بالتدخين .(يتبع) وقالت مراقب التوعية الصحية في وزارة الصحة الدكتور ليلى الجاسم في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية /كونا/ ان احصائية منظمة الصحة العالمية 1995 دلت على ان معدل التدخين بين تلاميذ المدارس (14-18سنة) في الكويت بلغ فى عام 1990 نحو 24 بالمائة .
واضافت ان ظاهرة التدخين بين الطلاب هي عادة سيئة ضارة مدمرة للصحة والعقل والنفس والمجتمع مبينة ان هذه العادة توءثر في تأخير نموهم ورفع نسبة الوفيات بينهم نتيجة تعرضهم لامراض خطيرة بسبب التدخين كما توءثر سلبيا على تحصيلهم العلمي .
وافادت ان التدخين يوءثر تأثيرا بالغا في الاصابة بامراض القلب وسرطان الرئة اضافة الى سرطان الفم والبلعوم والمري والبنكرياس والكلية والمثانة الى جانب الاصابة بالسكتة الدماغية وقرحة المعدة.
وذكرت ان هناك اكتشافات حديثة لخطورة التدخين تبين ان للتدخين علاقة بزيادة الاصابة بسرطان الدم والقولون والبروستاتا وسرطان الثدي وهشاشة العظام . (يتبع) حق كونا210944 جمت نوف 99 لار0009 4 0223 /كوناقلخ22 كويت/اطفال/تدخين-2 الكويت- وقالت الدكتورة الجاسم ان الوزارة تحرص على نشر الوعي بين الطلاب في المدارس عن اضرار ومضار التدخين بشتى الاساليب مشيرة الى ان هذه المشكلة توءثر على ذكاء الطلبة و ضعف الذاكرة مقارنة بغير المدخنين حيث ان التبغ يسمم الجسد والعقل ويوءدي الى انخفاض المستوى الصحي والعقلاني للشباب .
وأكدت ان وزارة الصحة تولى اهتماما بالغا بنشر الوعي بمضار التدخين على جميع الفئات مضيفة ان هناك سياسة اعلامية في المجال الصحي بحيث تكون ملزمة لوسائل الاعلام متضمنة مكافحة التدخين كاحدى اولوياتها.
وافادت ان العديد من الجهات منها وزارات الصحة والتربية و الشوءون الاجتماعية وبعض جمعيات النفع العام مثل جمعية مكافحة التدخين والسرطان وجمعية القلب الكويتية تقوم بعمل الندوات والمحاضرات للتعريف بمضار التدخين اضافة الى اقامة الموءتمرات والندوات المتعلقة بمكافحة التدخين .
وذكرت ان هناك العديد من العيادات التخصصية لمكافحة التدخين مثل تلك التابعة للمناطق الصحية وتلك التابعة لجمعية مكافحة التدخين والسرطان وتقوم هذه العيادات بتقديم المساعدات والاستشارات لكل من يريد التوقف عن التدخين ومنها عيادة الفيحاء في منطقة العاصمة وعيادة منطقة الجهراء الصحية ومنطقة الاحمدي .
وأضافت ان الجهات المكافحة للتدخين سعت الى تشريع القوانين الخاصة بمكافحة التدخين وتحاول الجهات المختلفة تطبيق هذه القوانين مثل منع الاعلانات عن السجائر بجميع انواعها في الاماكن العامة وكذلك تطبيق سياسة الاماكن الخالية من التدخين مثل مستشفى الاميري . (يتبع) حق كونا210944 جمت نوف 99 لار0010 4 0240 /كوناقلخ23 كويت/اطفال/تدخين3-واخيرة الكويت- من جهته قال الاستاذ في كلية العلوم الاجتماعية بقسم الاجتماع فى جامعة الكويت الدكتور عبدالوهاب الظفيري ان فكرة التعلم بالتقليد لدى المراهقين والاطفال تتركز سواء من اولياء امورهم او من مدرسيهم وغيرهم ممن يعاشرهم وبالتالي تصبح هذه العادة اساسية في سلوك المراهق والطفل اذا ما تعلمها من شخص اكبر وهو ما يسمى /مبدأ دعم السلوك بالتعلم/.
واوضح ان العادات التي يتعلمها الشخص فى الصغر تكون اكثر التصاقا وثباتا في شخصية الفرد مقارنة بالشخص الكبير.
وافاد الدكتور الظفيري انه اذا ما طبق /مبدأ التعلم بالتقليد/ فان هذا الشخص سيكون مثالا لكثير من اقرانه واصدقائه وبالتالي تنتشر هذه العادة كالنار في الهشيم بين هذه الفئات .
واضاف ان موضوع التدخين ارتبط بمفاهيم سيئة كالرجولة واثبات الذات والتجريب والخبرات الجديدة ويقابل ذلك ضعف الادراك عند المراهق والطفل مما يجعله ضحية سهلة للوقوع في شرك عادة التدخين .
وذكر الدكتور الظفيري ان تعلم عادة التدخين في مرحلة المراهقة والطفولة سيكون له تأثير كبير على سلوك هذا الفرد وتصبح عملية التخلص من العادة اكثر صعوبة اذا ما قرر هذا الشخص في المستقبل تغيير هذه العادة .
وقال ان هذه العادة تعتبر مقدمة سهلة وطيعة بيد المروجين لمشكلات اكثر عمقا واستفحالا من عمليات التدخين مثل تناول المخدرات حيث يوءدي التدخين الى اعتقاد المدخن بضالة خطرها موضحا ان التدخين يوءدي الى اضطراب في السلوك و الميل الى السلوك الاجرامي والتمرد .
وبين ان التدخين يوءدي الى تغيب المدخن عن المدرسة بنسبة كبيرة وكذلك الهروب من المدرسة كما يوءدي الى انخفاض مستوى التوافق الاجتماعي والعاطفي .
موضوع: مشكلة التدخين بين الشباب 
25th مارس 2008, 5:59 pm
